ما هي دعائم الدولة الراشدة؟!
قالوا: الدولة: هي الجهة التي تمتلك شرعية استخدام القوّة.
وقالوا: الدولة: هي الهيئة السياسية المستقلة بتنظيم الحياة العامة.
وقالوا: الدولة: هي الممثل للفكرة، والقائمة على حمايتها، وتحقيق أهدافها.
وقال أهل اللغة: الدولة: هي جمع كبير من الأفراد يقطن بصفة دائمة إقليماً معيناً، ويتمتّع بالشخصية المعنوية، وبنظام حكم، وبالاستقلال السياسي.
ومن الوجهة الشرعية في الإسلام قالوا: الدولة كيان يتكون من العناصر الآتية:
1) رئيس، أمير، إمام، خليفة، (سمّه ما شئت) يختاره الشعب بمحض إرادته، ويبايعه بخالص رغبته، من غير إكراه، ولا تقرير، بل بإرادة حرّة قائمة على الشورى وتبادل الآراء، وتتحق فيه عدة شروط بينها الإسلام والفقه تفصيلاً.
2) جهاز حكومي يُنتقى فيه الأكفاء من غير نظر إلى اعتبارات أخرى. جاء في الأثر: "من ولي من أمر المسلمين شيئاً، فأمّر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم" رواه الحاكم وصححه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل له وزير صدق إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكّره، وإن ذكر لم يعنه". رواه أبو داود.
3) دستور رائد، وقوانين عادلة، وضع الدين قواعدها ومبادئها العامة، وترك للعلماء المجتهدين الحرية في استنباط التفاصيل، واستخراج الأحكام لما يجدّ من أمور الناس وقضاياهم في إطار رعاية مصالح الأمة، ودفع السوء عنها.
4) قضاء مستقل عن أي سلطة في الدولة يحكم بالحق، ويساوي بين الحاكم والمحكوم والرئيس والمرؤوس، يلتزم هدي الإسلام وشرائعه المحكمة.
5) جيش قوي منيع يذود عن الأوطان، ويدرأ العدوان، ويحمي الحق، ويحرر الضعفاء، ويمنع الفتن، ويؤدي واجب الدعوة.
6) جماعة من أبناء الأمة اتصفت بالعلم والفضل والورع والخير تسهر على تطبيق القوانين وتحقيق مصالح الشعب، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتدعو إلى الخير، وتكون العين الساهرة على مصالح الوطن، واللسان الناصح لكل موظف ومسؤول.
قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) آل عمران:104.
هذه الدعائم الست هي التي تشكل الدولة الراشدة، والحكومة الصالحة